أحدث المواضيع
Loading...
إظهار الرسائل ذات التسميات مواضيع دينية. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات مواضيع دينية. إظهار كافة الرسائل
الزيارات:
في روضة الحبيب
الزيارات:
إن الإسلام دين واقعي لا يحلق في أجواء الخيال و المثالية ، ولكنه يقف مع الإنسان على أرض الحقيقة و الواقع ، و لا يعامل الناس كأنهم ملائكة و لكنه يعاملهم كبشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ، فلا يطلب منهم أن يكون كل كلامهم ذكرا ، وكل سماعهم قرآنا ، و كل فراغهم في المسجد ، و إنما اعترف بفطرتهم التي فطرهم الله عليها .
و حياة حبيبنا المصطفى عليه أكرم الصلاة و أجل التسليم مثال للحياة المتكاملة من كل نواحيها ، فهو في خلوته يصلي و يطيل الخشوع ، و لا يخشى في الحق لومة لائم ، و لكنه مع الناس بشر سوي ، يحب الطيبات و اليسر في الأمور و يبش لأصحابه و يمزح و لا يقول مع ذلك إلا حقا .
عن عبد الله بن الحارث قال : ” كان رسول الله يصف عبد الله و عبيد الله و كثير بن العباس ثم يقول : من سبق إلى فله كذا و كذا ، فيتسابقون إليه فيقعون على ظهره و صدره فيقبلهم و يلتزمهم ”
يا حبيبي يا رسول الله
لله ما أعظمك ! ما أحلمك ! ما أرحمك !
و ما رحمتك إلا بعض من رحمة الرحمن ، فتأملوا أحبتي في الله ..
و عن صهيب – رضي الله عنه قال ” أنه كان يأكل التمر و به رمد ، فقال له رسول الله : أتاكل و أنت أرمد ؟ فقال : إنما آكل بالشق الآخر ( أو أمضغ من ناحية أخرى ) فضحك الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة و أجل التسليم .
( و كان صهيب رضي الله عنه بعينه رمد ، و كان الشائع أن التمر مضر للعين الرمداء )
و عن حميد الطويل ، عن ابن أبي الورد ، عن أبيه قال : رآني النبي صلى الله عليه وسلم ، فرآني رجلا أحمر ، فقال : ” أنت أبو الورد “
و عن عوف بن مالك الاشجعي أنه دخل على رسول الله و هو جالس في قبة ضغيرة في غزوة تبوك ، فأطل برأسه و سلم ، فرد الحبييب السلام و قال : ادخل ، فرد عوف ممازحا : أدخل كلي ( أي بكل جسمي ) يا رسول الله ؟ فتبسم الحبيب و قال : كلك .
و عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال له : يا ذا الأذنين ، يمازحه فما من إنسان إلا و له أذنان .و
وكان الحبيب المصطفى ينادي السيدة عائشة رضي الله عنها : يا عائش
بل قال لها ذات يوم : إني لأعرف إن كنت علي غضبى أم راضية
قالت متعجبة : و كيف ذاك
رد الحبيب : إن كنت علي راضية قلت (لا و رب محمد ) ، و إن كنت غضبى قلت ( لا و رب إبراهيم )
فقالت : إي و الله ، ما أهجر إلا اسمك .
و كانت رضي الله عنها تسأله : كيف حبك لي ؟
فيقول الحبيب المختار : هو كالعقدة فالحبل
تقوا : فأنتظر زمنا ثم أسأله : كيف حال العقدة ؟
فيضحك الحبيب و يقول : هي على حالها
صلى الله عليك و سلم يا حبيبي يا رسول الله
الزيارات:
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ
الزيارات:
قال تعالى : هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ[الفجر:5]؟.
جملة معترضة بين القسم وبين ما بعده من جوابه أو دليل جوابه ، كما في قوله تعالى : وإنه لقسم لو تعلمون عظيم .
والاستفهام تقريري ، وكونه بحرف ( هل ) ; لأن أصل ( هل ) أن تدل على التحقيق إذ هي بمعنى ( قد ) .
واسم الإشارة عائد إلى المذكور مما أقسم به ، أي : هل بالقسم في ذلك قسم .
وتنكير ( قسم ) للتعظيم أي : قسم كاف ومقنع للمقسم له ، إذا كان عاقلا أن يتدبر بعقله .
فالمعنى : هل في ذلك تحقيق لما أقسم عليه للسامع الموصوف بأنه صاحب حجر .
والحجر : العقل ; لأنه يحجر صاحبه عن ارتكاب ما لا ينبغي ، كما سمي عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التهافت كما يعقل العقال البعير عن الضلال .
واللام في قوله : لذي حجر لام التعليل ، أي : قسم لأجل ذي عقل يمنعه من المكابرة فيعلم أن المقسم بهذا القسم صادق فيما أقسم عليه .
الله يقول سبحانه: وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (1-5) سورة الفجر.
فهذه الآية تبين أن هذه الأقسام عظيمة أقسم الله بها وهو يقسم بما يشاء لا أحد يتحجر عليه، وإنما أقسم بها لأنها من آياته الدالة على قدرته العظيمة وأنه رب العالمين فقال: (والفجر) وهو انفلاق الصبح بعد ذهاب الليل، (وليال عشر) فُسرت هذه الليالي بليالي عشر ذي الحجة وبليالي العشر الأخيرة من رمضان فهي كلها معظمة، (والشفع والوتر) الشفع الاثنين والأربعة والستة ونحو ذلك، والوتر الواحد والثلاثة والخمسة ونحو ذلك، كلها من آيات الله، جعل شفعا ووترا في مخلوقاته ، وهي من آياته، السماوات السبع وتر والأرض سبع وتر والعرش واحد وتر والكرسي واحد وتر وجعل أشياء شفعا كالليل والنهار شفعا والذكر والأنثى شفعاً وغير ذلك، كما قال سبحانه: وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ (49) سورة الذاريات، (والليل إذا يسر) كذلك من آياته هذا الليل حين يأتي بظلامه وفي النهار حين يأتي بضيائه كلها من آياته، ثم قال بعد هذا: (هل في ذلك قسم لذي حجر) فالمعنى -والله أعلم- هل في ذلك قسم لذي حجر لذي عقل يقتضي أن يخالف، بل يجب على المؤمن أن يتدبَّر ويتعقَّل ويعرف أنه سبحانه إنما أقسم بهذه الأقسام لدلالة عباده على عظم هذه المخلوقات وأنها من الدلائل على قدرته العظيمة ووحدانيته وأنه لا يجوز للمؤمن أن يخالف ما دلت عليه فيشرك بالله ويعبد معه سواه وهو الخلاق لهذه الأشياء القائم بأرزاق العباد إلى غير هذا. ويحتمل معنى آخر وهو أنه يريد هل في ذلك قسم لذي حجر يقسم به، أو إلا من هذه الأقسام التي فيها دلائل على قدرته العظيمة، مع أنه حرم القسم بغيره قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) فليس لأحد أن يقسم إلا بربه، فالآية فيها شيء من الغموض، لكن يحتمل أن المراد أن هذا القسم كافٍ في الدلالة على عظمة هذه المخلوقات وأنها من دلائل قدرته العظيمة، ويحتمل هل في ذلك لذي حجر قسم آخر ينبغي أن يقسم به للدلالة على توحيد الله والدعوة إلى عبادته وإخلاص له، هذا والله أعلم من المعنى.
جملة معترضة بين القسم وبين ما بعده من جوابه أو دليل جوابه ، كما في قوله تعالى : وإنه لقسم لو تعلمون عظيم .
والاستفهام تقريري ، وكونه بحرف ( هل ) ; لأن أصل ( هل ) أن تدل على التحقيق إذ هي بمعنى ( قد ) .
واسم الإشارة عائد إلى المذكور مما أقسم به ، أي : هل بالقسم في ذلك قسم .
وتنكير ( قسم ) للتعظيم أي : قسم كاف ومقنع للمقسم له ، إذا كان عاقلا أن يتدبر بعقله .
فالمعنى : هل في ذلك تحقيق لما أقسم عليه للسامع الموصوف بأنه صاحب حجر .
والحجر : العقل ; لأنه يحجر صاحبه عن ارتكاب ما لا ينبغي ، كما سمي عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التهافت كما يعقل العقال البعير عن الضلال .
واللام في قوله : لذي حجر لام التعليل ، أي : قسم لأجل ذي عقل يمنعه من المكابرة فيعلم أن المقسم بهذا القسم صادق فيما أقسم عليه .
الله يقول سبحانه: وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (1-5) سورة الفجر.
فهذه الآية تبين أن هذه الأقسام عظيمة أقسم الله بها وهو يقسم بما يشاء لا أحد يتحجر عليه، وإنما أقسم بها لأنها من آياته الدالة على قدرته العظيمة وأنه رب العالمين فقال: (والفجر) وهو انفلاق الصبح بعد ذهاب الليل، (وليال عشر) فُسرت هذه الليالي بليالي عشر ذي الحجة وبليالي العشر الأخيرة من رمضان فهي كلها معظمة، (والشفع والوتر) الشفع الاثنين والأربعة والستة ونحو ذلك، والوتر الواحد والثلاثة والخمسة ونحو ذلك، كلها من آيات الله، جعل شفعا ووترا في مخلوقاته ، وهي من آياته، السماوات السبع وتر والأرض سبع وتر والعرش واحد وتر والكرسي واحد وتر وجعل أشياء شفعا كالليل والنهار شفعا والذكر والأنثى شفعاً وغير ذلك، كما قال سبحانه: وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ (49) سورة الذاريات، (والليل إذا يسر) كذلك من آياته هذا الليل حين يأتي بظلامه وفي النهار حين يأتي بضيائه كلها من آياته، ثم قال بعد هذا: (هل في ذلك قسم لذي حجر) فالمعنى -والله أعلم- هل في ذلك قسم لذي حجر لذي عقل يقتضي أن يخالف، بل يجب على المؤمن أن يتدبَّر ويتعقَّل ويعرف أنه سبحانه إنما أقسم بهذه الأقسام لدلالة عباده على عظم هذه المخلوقات وأنها من الدلائل على قدرته العظيمة ووحدانيته وأنه لا يجوز للمؤمن أن يخالف ما دلت عليه فيشرك بالله ويعبد معه سواه وهو الخلاق لهذه الأشياء القائم بأرزاق العباد إلى غير هذا. ويحتمل معنى آخر وهو أنه يريد هل في ذلك قسم لذي حجر يقسم به، أو إلا من هذه الأقسام التي فيها دلائل على قدرته العظيمة، مع أنه حرم القسم بغيره قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) فليس لأحد أن يقسم إلا بربه، فالآية فيها شيء من الغموض، لكن يحتمل أن المراد أن هذا القسم كافٍ في الدلالة على عظمة هذه المخلوقات وأنها من دلائل قدرته العظيمة، ويحتمل هل في ذلك لذي حجر قسم آخر ينبغي أن يقسم به للدلالة على توحيد الله والدعوة إلى عبادته وإخلاص له، هذا والله أعلم من المعنى.
قال الله سبحانه وتعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} الصافات: 107
أي وفديناه بكبشٍ عظيم من الجنّة فداءً عنه، قال ابن عباس: كبش عظيم قد رعى في الجنّة أربعين خريفًا. ويغفل عن هذا اليوم العظيم كثير من المسلمين مع أنّ بعض العلماء يرى أنّه أفضل أيّام السنة على الإطلاق حتّى من يوم عرفة.
قال الإمام ابن القيم: (خير الأيّام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج)، كما في سنن أبي داود عنه صلّى الله عليه وسلّم: ''انّ أعظم الأيّام عند الله يوم النحر، ثمّ يوم القر)، ويوم القر هو: يوم الاستقرار في مِنَى، وهو اليوم الحادي عشر من شهر ذي الحجّة.
وقيل يوم عرفة أفضل منه، لأنّ صيامه يُكَفِّر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثـر منه في يوم عرفة، ولأنّه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثُمّ يباهي ملائكته بأهل الموقف.
والصواب: القول الأوّل؛ لأنّ الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء.
وسواء كان يوم النَّحْر أفضل أم يوم عرفة: فليحرِص المسلم حاجًا كان أم مقيمًا على إدراك فضله، وانتهاز فرصته.
هذا وقد شرع الله الأضحية بقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر} سورة الكوثـر. وقوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْر} الحج: 36، وهي سُنّة مؤكّدة ويُكره تركها مع القدرة عليها لحديث أنس رضي الله عنه الّذي رواه البخاري ومسلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ضحّى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمّى وكبّر.
أمّا الحِكمة من مشروعية الأضحية، فهي للتّعلّق بالسُنن التربوية الّتي تربطك بذكريات إيمانية عبقة، فهي تذكّرك بتاريخ آبائك وأجدادك وأنبيائك السّابقين، تذكّرك بأبي الأنبياء إبراهيم وابنه إسماعيل ومحمد عليهم جميعًا صلوات ربِّي وسلامه، وتُحلِّق بروحك معهم، وتتمنّى اللحاق بهم والحشر معهم في مقعد صِدْق عند مليك مقتدر، فيرتبط قلبك بِحُبِّ تقليدهم وتتحمَّس نفسك لدراسة قصصهم. وجاء في حديث أنّه سُئِل صلّى الله عليه وسلّم عن الأضحية، فقال ''سُنَّة أبيكم إبراهيم'' رواه الترمذي. -
الزيارات:
الأنبياء و سكرات الموت
الزيارات:
لم يَسلَم الأنبياء - مع علوِّ مكانتهم ورِفعة منزلتهم - من سكرات الموت، يُروى عن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لما مات قال الله - عز وجل - له:
((كيف وجدتَ الموتَ؟ قال إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -: كسفود جُعِل في صوف رَطب ثم جُذِب، فقال له رب العزة: أما إنَّا قد هوَّنا عليك)).
ويُروى عن موسى - عليه السلام -: "أنه لما صارت رُوحه إلى الله - عز وجل - قال له ربه: ((يا موسى، كيف وجدتَ الموت؟ قال: وجدتُ نفسي كشاة حيَّة بيد القصَّاب تُسلَخ)).
ورُوي عنه أيضًا أنه قال:
"وجدتُ نفسي كالعصفور الحي حين يُقْلَى في المِقلى، لا يموت فيستريح، ولا ينجو فيطير".
وقد عانى الرسول - صلى الله عليه وسلم - كذلك من هذه السكرات؛ فقد أخرج البخاري من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت:
"إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بين يديه رَكوةٌ - أو علبة فيها ماء، يشك عمر (أحد رواة الحديث) - فجعل يُدخِل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: ((لا إله إلا الله، إن للموت سكرات))، ثم نصب يده فجعل يقول: ((في الرفيق الأعلى))، حتى قُبِضَ ومالت يده"، قال أبو عبدالله: العلبة من الخشب، والرَّكوة من الأدم (الجِلْد).
وأخرج البخاري عن عائشة أيضًا - رضي الله عنها - قالت: "مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنه بين حاقِنَتي وذاقنتي، فلا أكره شدة الموت لأحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم".
وفي "الصحيح" أيضًا: "أنه لما ثَقُل النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل يتغشَّاه الكرب، فجعلت فاطمة - رضي الله عنها - تقول: واكرب أبتاه! فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا كَرْب على أبيك بعد اليوم)).
وعند الإمام أحمد بسند صحيح عن أنس - رضي الله عنه - قال: "لما قالت فاطمة ذلك - يَعني لما وجَد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كَرْب الموت ما وجد، قالت فاطمة: واكرباه! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا بُنيَّة، إنه قد حضر بأبيك ما ليس الله بتارك منه أحدًا لموافاة يوم القيامة))؛ (السلسلة الصحيحة: 1738).
لكن ما الحكمة من تشديد الموت على النبيِّين، يُجيب عن هذا القرطبي - رحمه الله - فقال: "لتشديد الموت على الأنبياء فائدتان:
الأولى: تكميل فضائلهم ورفْع درجاتهم، وليس ذلك نقْصًا ولا عذابًا، بل هو من جنس ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الذي أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد: ((إن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل)).
الثانية: أن يعرف الخَلق مقدار ألم الموت وأنَّه باطن، وقد يَطَّلع الإنسان على بعض الموتى، فلا يرى عليه حركة ولا قلَقًا، ويرى سهولة خروج الرُّوح، فيظن سهولة أمر الموت، ولا يعرف ما الميت فيه، فلما ذكر الأنبياءُ الصادقون في خبرهم شدة ألمه، مع كرامتهم على الله تعالى، وتهوينه على بعضهم قطَع الخلقُ بشدة الموت الذي يُقاسيه الميت مُطلقًا؛ لإخبار الصادقين عنه، ما خلا الشهيد (قتيل الكفار)، فإنه لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم ألم مسِّ القرصة، كما ثبت في الحديث"؛ اهـ.
فإذا كانت هذه سكرات الموت على الأنبياء والمرسلين وعباد الله الطيبين، فكيف بالظالمين الذين قال عنهم رب العالمين: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93].
يقول ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية:
"﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ﴾؛ أي في سكراته وغمراته وكرباته: ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ﴾ [الأنعام: 93]؛ أي: بالضرب؛ كقوله: ﴿ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ﴾ [المائدة: 28]، وقوله: ﴿ وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ ﴾ [الممتحنة: 2].
قال غير واحد: ﴿ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ﴾؛ أي: بالعذاب، كقوله: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الأنفال: 50]؛ ولهذا قال: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [الأنفال: 50]؛ أي: بالضرب لهم حتى تخرج أنفسهم من أجسادهم؛ ولهذا يقولون لهم: ﴿ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ﴾ [الأنعام: 93]، وذلك أن الكافر إذا احتُضِر بَشَّرته الملائكة بالعذاب والنَّكال والأغلال والسلاسل والجحيم والحميم، وغضب الرحمن الرحيم، فتتفرَّق رُوحه في جسده، وتعصى وتأبى الخروج، فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم، قائلين لهم: ﴿ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93]؛ أي: اليوم تُهانون غاية الإهانة، كما كنتم تَكذِبون على الله، وتستكبرون عن اتباع آياته، والانقياد لرُسله، وقد وردت الأحاديث المتواترة في كيفيَّة احتضار الكفار عند الموت"؛ اهـ.
ففي مسند الإمام أحمد عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم قال -: ((وإن العبد الكافر - وفي رواية الفاجر - إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة غِلاظٌ شدادٌ، سود الوجوه معهم المُسوحُ من النار، فيجلسون منه مدَّ البصر، ثم يجيء مَلَك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول، أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال: فتفرَّق في جسده، فينتزعُها كما يَنتزِع السفود الكثير الشعب من الصوف المبلول، فتُقطَّعُ معها العُروقُ والعصبُ)).
سؤال: ولعل قائلاً يقول:
إذًا، ما الفارق بين الأتقياء والأشقياء، وبين الصالح والطالح؟ فالكل يُعاني من سكرات الموت!
نقول: لا يستويان؛ فإن الكافر والفاجر يُعانيان من الموت أكثر مما يُعاني منه المؤمن؛ كما دلَّ على ذلك الحديث السابق، فتتقطَّع مع خروج الرُّوح العروق والعصب، هذا أمر.
والأمر الآخر: أن سكرات الموت للكافر أو الفاجر: محنة ونقمة وشدة وعذاب ونَكال.
أما سكرات الموت للمؤمن التقي النقي: فهي مِنحة ونعمة ورحمة؛ حيث يُغفر بها الذنوب، أو تُرفع بها الدرجات.
فقد رُوي عن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال:
"إذا بقي على المؤمن من درجاته شيء لم يبلُغها بعمله، شُدِّد عليه الموت ليبلغ بسكرات الموت وشدائده درجته من الجنة، وإن الكافر كان قد عمِل معروفًا في الدنيا، هُوِّن عليه الموت، ليستكمل ثوابَ معروفه في الدنيا، ثم يصير إلى النار"؛ (رواه ابن أبي الدنيا في ذكر الموت).
وقفة:
الشهيد تُخفَّف عنه سكرات الموت؛ فقد أخرج الترمذي والنسائي والدارمي بسند حسن من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الشهيد لا يجد ألمَ القتل إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة))؛ (صحيح الجامع: 3746).
موعظة:
يقول الحسن البصري - رحمه الله -: "اتقِ الله يا ابن آدم، لا يجتمع عليك خَصلتان: سكرة الموت، وحسرة الفوت".
وقال ابن السماك: "احذَر السكرة والحسرة، أن يَفجأَك الموت وأنت على الغِرَّة، فلا يَصِف واصفٌ قدْر ما تلقى".
الزيارات:
تخيير الأنبياء عند الموت
الزيارات:
روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من نبي يمرض إلا خيّر بين الدنيا والآخرة. وكان في شكواه الذي قبض فيه أخذته بُحّة شديدة فسمعته يقول: مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ [ النساء: 69]، فعلمت أنه خُيّر)) .
وعنها رضي الله عنها قالت: ((كنت أسمع أنه لا يموت نبي حتى يخيّر بين الدنيا والآخرة، فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه، وأخذته بُحّة، يقول: مع الذين أنعم الله عليهم الآية، فظننت أنه خيّر)) .
وفي رواية عنها قالت: ((لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم المرض الذي مات فيه جعل يقول: في الرفيق الأعلى)) .
وفي رواية أخرى قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول: إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يُحيّا، أو يُخيّر فلما اشتكى وحضره القبض ـ ورأسه على فخذ عائشة ـ غشي عليه، فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت، ثم قال: اللهم في الرفيق الأعلى. فقلت: إذاً لا يختارنا، فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدّثنا وهو صحيح)) .
فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم ((ما من نبي يمرض إلا خُيّر بين الدنيا والآخرة)): أي خيره الله تعالى بين الإقامة في الدنيا والموت؛ لتكون وفادته على الله وفادة محب مخلص مبادر، ولتقاصُر المؤمن عن يقين النبي صلى الله عليه وسلم تولى الله الخيرة في لقائه؛ لأنه وليه، ألا ترى إلى خبر ((ما ترددت في شيء ترددي في قبض روح عبدي المؤمن)) ، ففي ضمن ذلك اختيار الله للمؤمن لقاءه؛ لأنه وليه، يختار له فيما لا يصل إليه إدراكه...) .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال: إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله. قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله عن عبد خيّر، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخيّر، وكان أبو بكر أعلمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوّة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سدّ إلا باب أبي بكر)) .
قال ابن حجر: (فهم عائشة من قوله صلى الله عليه وسلم: ((في الرفيق الأعلى)) أنه خيّر، نظير فهم أبيها رضي الله عنه من قوله صلى الله عليه وسلم ((إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده)) أن العبد المراد هو النبي صلى الله عليه وسلم حتى بكى) .
وقال بدر الدين العيني ت855هـ: ((قول (خُيّر) على صيغة المجهول: أي خيّر بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة صلى الله عليه وسلم)) .
هذه الأحاديث الصحيحة تدل على أنه ما من نبي يمرض إلا خُيّر بين البقاء في الحياة الدنيا والموت.
وقد ثبت أن ملك الموت عليه السلام جاء إلى موسى عليه السلام فخيره بين الموت والحياة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((جاء ملك الموت إلى موسى، فقال له أجب ربك، قال: فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها، قال: فرجع الملك إلى الله عز وجل، فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني، قال: فردّ إليه عينه، قال: ارجع إلى عبدي فقل له: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما وارت يدك من شعرةٍ فإنك تعيش بها سنة، قال: ثم مه؟ قال: ثم تموت، قال: فالآن من قريب، قال: ربّ أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر)) .
هذا الحديث ثابت، وقد أنكره بعض المبتدعة قائلين: إن كان موسى عليه السلام عرفه فقد استخف به، وإن كان لم يعرفه فلماذا لم تقتص له من فقء عينه؟
قال بعض أهل العلم: إن الله لم يبعث ملك الموت لموسى، وهو يريد قبض روحه حينئذٍ، وإنّما بعثه إليه اختباراً، فلطمه موسى عليه السلام لأنه رأى آدمياً داخل داره بغير إذنه، ولم يعلم أنه ملك الموت، فقد جاء في رواية ((كان ملك الموت يأتي الناس عياناً فأتى موسى فلطمه...)) ، وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة البشر فلم يعرفاهم ابتداء، وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذنه، كما جاء في الحديث: ((من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم حل لهم أن يفقؤوا عينه)) ، وعلى فرض أنه عرفه فلا دليل على مشروعية القصاص بين الملائكة والبشر، ولا دليل على أن ملك الموت طلب القصاص من موسى فلم يقتص له، ثم رد الله عين ملك الموت ليعلم موسى أنه جاءه من عند الله فلهذا استسلم حينئذ .
ونقل النووي أنه لا يمتنع أن يأذن الله لموسى في هذه اللطمة امتحاناً للملطوم .
وقال ابن حجر: (وقال غيره -أي غير النووي-: إنما لطمه؛ لأنه جاء لقبض روحه من قبل أن يخيره، لما ثبت أنه لم يقبض نبي حتى يخير، فلهذا لما خيره في المرة الثانية أذعن، قيل: وهذا أولى الأقوال بالصواب، وفيه نظر؛ لأنه يعود أصل السؤال، فيقال: لم أقدم ملك الموت على قبض نبي الله وأخل بالشرط؟ فيعود الجواب أن ذلك وقع امتحاناً، وزعم بعضهم أن معنى قوله (فقأ عينه) أي أبطل حجته، وهو مردود بقوله في نفس الحديث (فرد الله عينه)، وبقوله (لطمه وصكّه) وغير ذلك من قرائن السياق...، ورد الله إلى ملك الموت عينه البشرية؛ ليرجع إلى موسى على كمال الصورة، فيكون ذلك أقوى في اعتباره) .
وكذا ذكر المناوي ت1031هـ أن موسى عليه السلام لطم موسى عليه الصلاة والسلام لما جاءه؛ لكونه لم يخير قبل ذلك .
الزيارات:
ما خاب قلب استعان بالله
الزيارات:
ما خاب قلب استعان بالله
ذهب عوف بن مالك الأشجعي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال له: يا رسول الله، إن ابني مالك ذهب معك غازيا في سبيل الله ولم يعد، فماذا أصنع؟
لقد عاد الجيش ولم يعد مالك رضي الله عنه، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ((يا عوف، أكثر أنت وزوجك من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله)). وذهب الرجل إلى زوجته التي ذهب وحيدها ولم يعد،
فقالت له: ماذا أعطاك رسول الله يا عوف؟
قال لها: أوصاني أنا وأنتِ بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ماذا قالت المرأة المؤمنة الصابرة؟
قالت: لقد صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام ،
وجلسا يذكران الله بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله،
وأقبل الليل بظلامه، وطُرِق الباب، وقام عوف ليفتح فإذا بابنه مالك قد عاد، ووراءه رؤوس الأغنام ساقها غنيمة، فسأله أبوه: ما هذا؟ قال: إن القوم قد أخذوني وقيدوني بالحديد وشدوا أوثاقي، فلما جاء الليل حاولت الهروب فلم إستطع لضيق الحديد وثقله في يدي وقدمي، وفجأة شعرت بحلقات الحديد تتسع شيئنا فشيئنا حتى أخرجت منها يدي وقدميّ، وجئت إليكم بغنائم المشركين هذه، فقال له عوف: يا بني، إن المسافة بيننا وبين العدو طويلة، فكيف قطعتها في ليلة واحدة؟! فقال له ابنه مالك: يا أبت، والله عندما خرجت من السلاسل شعرت وكأن الملائكة تحملني على جناحيها. سبحان الله العظيم!
وذهب عوف إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ليخبره، وقبل أن يخبره
قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: ((أبشر يا عوف، فقد أنزل الله في شأنك قرآنا:( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة
عن حازم بن حرملة الأسلمي رضي الله عنه قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: ( يا حازم! أكثر منْ قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها من كنوز الجنة ) صحيح ابن ماجه.
عن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ألا أدلك على باب من أبواب الجنة ؟)قلت : بلى ، قال :( لا حول ولا قوة إلا بالله ) صحيح الترمذي.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ألا أعلمك – أو قال – ألا أدُلُّك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة ؟ تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فيقول الله عز وجل : أسلم عبدي واستسلم ) رواه الحاكم (1/21 ) بسند صحيح .
قال النووي رحمه الله: (( قال العلماء : سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له ، وأنه لا صانع غيره ، ولا راد لأمره ، وأن العبد لا يملك شيئا من الأمر، ومعنى الكنز هنا : أنه ثواب مدخر في الجنة ، وهو ثواب نفيس ، كما أن الكنز أنفس أموالكم )) .
وقال ابن رجب رحمه الله:(( فإن المعنى : لا تحول للعبد من حال إلى حال ، ولا قوة له على ذلك إلا بالله ، وهذه كلمة عظيمة وهي كنز من كنوز الجنة )) .
وقال ابن القيم رحمه الله:(( لما كان الكنز هو المال النفيس المجتمع الذي يخفى على أكثر الناس ، وكان هذا شأن هذه الكلمة ، كانت كنزا من كنوز الجنة ، فأوتيها النبي صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش ، وكان قائلها أسلم واستسلم لمن أزمة الأمور بيديه ، وفوض أمره إليه )) .
وقال:(( إن العالم العلوي والسفلي له تحول من حال إلى حال، وذلك التحول لا يقع إلا بقوة يقع بها التحول، فذلك الحول وتلك القوة قائمة بالله وحده، وليست بالتحويل ، فيدخل في هذا كل حركة في العالم العلوي والسفلي ، وكل قوة على تلك الحركة كحركة النبــات، وحركة الطبيعة، وحركة الحيوان، وحركة الفلك، وحركة النفس والقلب، والقوة على هذه الحركات التي هي حول، فلا حول ولا قوة إلا بالله )).
وقال:((هذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة، وتحمل المشاق، والدخول على الملوك ومن يُخاف، وركوب الأهوال)) .
وبين رحمه الله في زاد المعاد(( أن لهذه الكلمة تأثيرا قويا في دفع داء الهم والغم والحزن. قال: لما فيها من كمال التفويض والتبري من الحول والقوة إلا به ، وتسليم الأمر كله له ، وعدم منازعته في شيء منه ، وعموم ذلك لكل تحول من حال إلى حال في العالم العلوي والسفلي والقوة على ذلك التحول ، وأن ذلك بالله وحده ، فلا يقوم لهذه الكلمة شيء )) .
قال :((ولها تأثير عجيب في طرد الشيطان )) .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله :(( هذه الكلمة بها تحمل الأثقال، وتكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال)).
وقال: ((هذه الكلمة كلمة استعانة، لا كلمة اسْترجاع، وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع، ويقولها جزعا لا صبرا )) .
وفي الختام : فإن لاحول ولا قوة إلا بالله كنز من تحت العرش من كنوز الجنة حقيقة، أنزلها الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم، وعلمه إياها، ومن عليه وعلى أمته بها، وقد حث صلى الله عليه وسلم على الإكثار من قولها لتحصيل ثوابها المدخر في الجنّة، وهو ثواب نفيس، وهكذا الكنز يكون نفيسا.
الزيارات:
معاملة الرسول (ص) لازواجه
الزيارات:
معاملة الرسول (ص) لازواجه
• التنزه مع الزوجة ليلاً :
كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث . رواه البخارى• مساعدتها في أعباء المنزل :
سُئِلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كان في مهنة أهله . رواه البخارى• يعلن حبها :
قوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة " انى رزقت حُبها ". رواه مسلم• ينظر الى محاسنها :
لقوله صلى الله عليه وسلم " لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر . رواه مسلم• لايضربها:
قالت عائشة رضي الله عنها : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له قط " رواه النسائي• يواسيها عند بكائها :
كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , وكان ذلك يومها,فأبطت في المسير ,فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكى,
وتقول حملتني على بعير بطيء , فجعل رسول الله
يمسح بيديه عينيها , ويسكتها,.."رواه النسائي
الزيارات:
صبر أيوب
الزيارات:
صبر أيوب
أتاه الله سبعة من البنين و مثلهم من البنات و إتاه الله المال
و الأصحاب وأراد الله أن يبتليه ليكون اختبارا له و قدوة لغيره من الناس !
فخسر تجارته و مات أولاده و ابتلاه الله بمرض شديد حتى اقعد
و نفر الناس منه حتى رموه خارج مدينتهم خوفا من مرضه
ولم يبقى معه إلا زوجته تخدمه حتى وصل بها الحال أن تعمل
عند الناس لتجد ماتسد به حاجتها و حاجة زوجها !
واستمر ايوب في البلاء ثمانية عشر عام و هو صابر و لا يشتكي
لأحد حتى زوجته .. و لما وصل بهم الحال الى ماوصل
قالت له زوجته يوما لو دعوت الله ليفرج عنك
فقال: كم لبثنا بالرخاء
قالت: 80 سنة
قال: اني استحي من الله لأني مامكثت في بلائي المدة التي لبثتها في رخائي !
فعندها يأست و غضبت و قالت الى متى هذا البلاء فغضب
و أقسم أن يضربها 100 سوط إن شافاه الله كيف تعترضين على قضاء الله
و بعد أيام ..
خاف الناس أن تنقل لهم عدوى زوجها فلم تعد تجد من تعمل لديه
قصت بعض شعرها فباعت ظفيرتها لكي تآكل هي و زوجها
و سألها من أين لكي هذا ولم تجبه
و في اليوم التالي باعت ظفيرتها الأخرى و تعجب منها زوجها و ألح عليها
فكشفت عن رأسها
فنادى ربه نداء تأن له القلوب ..
استحى من الله أن يطلبه الشفاء
و أن يرفع عنه البلاء
فقال كما جاء في القرآن الكريم :
" ربي اني مسني الضر و انت أرحم الراحمين "
فجاء الأمر من من بيده الأمر :
" أركض برجلك هذا مغتسل
بارد و شراب "
فقام صحيحا و رجعت له صحته كما كانت
فجأت زوجته ولم تعرفه فقالت:
هل رأيت المريض الذي كان هنا ؟
فوالله مارايت رجلا أشبه به إلا انت عندما كان صحيحا ؟
فقال : أما عرفتني !
فقالت من انت؟
قال أنا ايوب
يقول ابن عباس : لم يكرمه الله هو فقط بل أكرم زوجته أيضا
التي صبرت معه اثناء هذا الابتلاء !
فرجعها الله شابة و ولدت لإيوب عليه السلام ستة
و عشرون ولد و بنت و يقال ستة وعشرون ولد من غير الإناث
يقول سبحانه :
" واتيناه أهله و مثلهم معهم"
و كان قد حلف بأن يضرب زوجته 100 سوط فرفق الله بزوجته
و أمره أن يضربها بعصى من القش
- كلما فاض حملك تذكر صبر أيوب
و أعلم أن صبرك نقطة من بحرصبر أيوب .
شيء جميل يا ربّ سُبحآنك. يارب اعطينا قليلا من صبر ايوب.
الزيارات:
الوالى الفقير
الزيارات:
الوالى الفقير
طلب الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) من أهل حمص
أن يكتبوا له أسماء الفقراء والمساكين بحمص ليعطيهم نصيبهم
من بيت مال المسلمين وعندما وردت الاسماء للخليف
ة فوجئ بوجود اسم حاكم حمص "سعيد بن عامر" موجود بين
أسماء الفقراء
وعندها تعجب الخليفة من أن يكون واليه علي حمص من الفقراء
سأل أهل حمص فأجابوه أنه ينفق جميع راتبه علي الفقراء
والمساكين ويقول ( ماذا افعل وقد أصبحت مسؤولا عنهم أمام الله تعالي )
وعندما سألهم الخليفة هل تعيبون شيئا عليه ؟ أجابوا نعيب عليه ثلاثا:
فهو لا يخرج الينا الا وقت الضحي و لا نراه ليلا أبدا ويحتجب
علينا يوما في الأسبوع.
وعندما سأل الخليفة سعيد عن عن هذه العيوب
اجابه هذا حق يا امير المؤمنين اما الاسباب فهي:
أما أني لا أخرج الا وقت الضحي فلاني لا أخرج الا بعد أن أفرغ
من حاجة أهلي وخدمتهم فأنا لا خادم لي وامرأتي مريضة
وأما احتجابي عنهم ليلا فلأني جعلت النهار لقضاء حوائجهم
والليل جعلته لعبادة ربي
وأما احتجابي يوما في الاسبوع فلأني أغسل فيه ثوبي
وأنتظرة ليجف لأني لا أملك ثوبا غيره.
فبكي أمير المؤمنين عمر ثم أعطي سعيد مالا فلم ينصرف
سعيد حتي وزعه علي الفقراء والمساكين
الزيارات:
السر النبوي في أكل 7 تمرات بالصباح
الزيارات:
قال سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
"من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر" رواه صحيح البخاري
يعد ثمار التمر منجم من الفيتامينات لكثرة ما يحتويه من العناصر المعدنية مثل الفسفور والكالسيوموالحديد والمغنيسيوم والصوديوم والكبريت و الكلور
كما يحتوي التمر أيضاً على فيتامينات أ ب1 ب2 د
فضلاً عن السكريات السهلة البسيطة في تركيبها
كما إنه يعمل كمقو للعضلات والأعصاب ومؤخر للشيخوخة ومحارب للقلق العصبي
وينشط الغدة الدرقية ويلين الأوعية الدموية
كما تبين أنه يرطب الأمعاء ويحفظها من الضعف والالتهابات
ويقوي حجرات المخ ويكافح الدوار وزوغان البصر والتراخي والكسل،
إذ إنه يعد من أكثر النباتات تغذية للبدن كما أن تناوله على ‘الريج’ يقتل الدود في جسم الإنسان هذا بالإضافة إلى إنه يمد الجسم البشري بطاقة عالية ونشاط زائد
كما يقوي الدم ويقضي على الكثير من الفيروسات والجراثيم والبكتريا
وهنا تكمن معجزة حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حين أوصى بتناول 3 أو 5 أو 7 تمرات في الصباح
فمنذ وقت قريب اكتشف أن أكل التمر أو البلح يولد هالة زرقاء اللون حول جسم الإنسان
وهذه الهالة الطيفية تشكل درعا واقيا وحاجزا مانعا لعديد من الأمواج الكهرومغناطيسية اللامرئية وبذلك تمنع الأمراض والجن والسحر والعين الحاسدة وخلافه
يشار إلى أن الطاقة المنبثقة من العناصر الموجودة في التمر تمنع أي اختراقات لجسم الانسان وخاصة عنصر الفسفور الغني بالالكترونات والتي تزيل الشحنات الموجبة التي يحبها الجن ومظهرها الاثارة والتهيج لدى الانسان ومن المعروف ان لمركبات هذا العنصر اشعاعات فوسفورية تدعم الطيف الأزرق وتمنع اختراق الجن لهذا الحاجز الطيفي في حين أنهم قادرون على اختراق كافة الأطياف والتعامل معها.?
الاجدر بكم اصدقائي مشاركة هذه المعلومة للتعريف بعظمة الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم - لن تخسروا شيئا-